أذكر مرة أن زميلآ في الإعلام طرح علي هذا السؤال:- هل أنت سعيدة في الإمارات؟
أجبته،حينها، أن السعادة، ككل الثيمات، مفهوم نسبي. فالبعض يرى إلي السعادة إنها الثراء؛ وبعضهم يرى إنها الشهرة، وأخرون يرون إنها القيمة الإنسانية، وهكذا تختلف الأراء.
ولإنني إعلامية ومعنية بالشأن العام الوطني والعربي والإنساني وأري ماحولي من تدهور بعض الدول العربية ، فإنني، وأنا في الإمارات، وكأنني في حضن النعيم!
فمثلآ ترى تفكك العالم العربي وتقابله هنا هذا الإتحاد المتين والعميق بين إمارات الدولة المتماسك والمتناغم مازال يتدعم كل يوم ويترابط شعبه مع قيادته الحكيمة مما يغمرك من أمل بأن علي هذه الأرض الأصيلة مايستحق الحياة كما يقول الشاعر الكبير
" محمود درويش "
أخبرني، مرة، صديق واع وعميق الثقافة، أنه سئل لماذا أقمت في الإمارات أربعة عقود ولم تبرحها ؟ أجاب: " أرى حضناً أدفآ من هذا الحضن وشعبا مضيافا أكثر من هذا الشعب وسأفر إليه"!
حقيقة، كل شخص بجد في الإمارات شغفآ خاصآ به يسعده. من هنا نسبية السعادة لقد أضحت الإمارات قلب العالم وقبلته وحاضنته، ففيها 200 جنسية تتعايش بلغتها المختلفة وأديانها المتنوعة وعاداتها وتقاليدها بوئام فتتيح للواحد منا التعارف مع الأخرين وإكتشاف نواحي الإختلاف معهم. ففي الإمارات الغالية يصح قول محي الدين بن عربي: " لقد سار قلبي قابلآ كل صورة". فالتعارف تألف.
أنظر بعينيك الواسعتين سترى العالم يتسامح هنا في دبي والإمارات كلها. السعادة تكمن في الإختلاف والتنوع. فحين تكون هنا فكأنك تجول الدنيا. وكأن نزار قباني يخاطب هذا البلد الهانئ:-
" الكون في عينيك مختصر ماذا أريد بصحبة البشر".
ثمة، في الإمارات، كل مايشتهيه الإنسان ويلبي حاجاته المادية والنفسية.
فمن يهوى الثقافة والمعرفة سيجد نفسه في محيط من الفعاليات: مكتبات، معارض، كتب،مسارح، فنون، وجوائز غير متحيزة ومفكرين عرب وعالميين يتوافدون إلى هذا البلد الخلاق.
هنا في الإمارات، تجتاح نفوسنا وعيوننا عجائب: برج خليفه، وأبراج تناطح الفضاء وصحراء رائعة حولها مؤسس الدولة الشيخ زايد رحمه الله إلى جنات غناء ومسطحات شاسعة خضراء، تبهج الروح بألوان زهورها وورودها .
ثمة في الإمارات كل مايبهر الإنسان ويغمره بسعادة خارقة.
تصور قيادة سباقة، خلاقة،رشيدة، ذات رؤية مستقبلية شاملة تهجس بطموحات شعبها ومستقبل أجيالها فتقيم أسس المستقبل في الحاضر.
أنت حيال مشهد لا مثيل له في العالم. العديد من الأبراج ذات التصاميم الأنيقة الراقية. أنت أمام مشهد يتضمن مفهوم الحداثة والتمدن والتحضر في قلب الصحراء. ثمة معجزات أحدثتها قيادة الإمارات وشعبها الوفي.
فلو شئت إحصاء المعجزات التي تحيط بك، هنا، للهثت وعجزت عن الإمساك بهذه المعجزات الإنسانية التي تترى بلا توقف.
فكأن المتنبي يصف هذه البلاد المبدعة: " عجيب في عيون العجائب"
أنظر على إمتداد أفق الإمارات سترى بعينيك المنبهرتين ،موجز التقدم ومختصر المستقبل ، بنية تحتية فريدة من نوعها، بيئة نظيفة، حدائق جميلة تسعد العائلات فتغمر نفوسهم بهجة عارمة، حدائق حيوانات تضم كل أنواع الحيوانات النادرة في العالم.
في الإمارات تجد أكبر المطارات في العالم وأحدثها، فمثلآ لدينا هنا طيران الإمارات الذي يجوب العالم حتى إحتفل قبل أيام بوصول الراكب" المليار".
أليست هذه مفخرة للإمارات ألا تجعلك سعيداً ؟!
وتباهي الدنيا بها ، خذ مثلآ أخر: وسائل النقل الأخرى باصات، ومترو وقطار الإتحاد القادم، لم تترك وجهة أو حيا في الدولة إلا ووصلت إليه. كل مؤشرات السعادة والرفاهية المستدامة متوفره تنعش المواطن والمقيم والسائح وتمده بطاقات من الفرح والهناء. هكذا تتوالى إعجازات وإنجازات هذه الدولة المباركة .
قبل أيام اختير جواز السفر الإماراتي الرقم الأول عربيا ، حيث سمحت معظم دول العالم لحامله بالدخول إليها بلا تأشيره!
أما عن القوة الناعمة التي تغزو بها الإمارات كثير من دول منطقتنا والعالم فعلينا التذكر بإن الإمارات لديها مدينة الإعلام، ومدينة الإنترنت، وكل أنواع الرياضات من المشي، الجري، السباقات العالمية والمحلية إلي الكرة، والشطرنج وأهمها سباقات الخيول العالمية.
كذلك ثمة في الإمارات كافة أنواع المعارض والمؤتمرات العالمية. وثمة أوبرا دبي ومتحف الأوفر. وثمة صحف وقنوات فضائية متفوقة بين مثيلاتها.
الإمارات حقآ موطن السعادة، مهما كان هواك وإهتمامك. كل شيء يشكل أطروحه حضارية في دولة الإمارات.
أنت هنا في قلب المستقبل. هناك وزارة للذكاء الإصطناعي، ووزارة للسعادة ، ووزارة للتسامح حيث سيكون عام 2019 “ عام التسامح “ ، ووزارة للشباب وكذلك هناك توازن بين الجنسين في العام الجديد، “عام التسامح " سيفد قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى الإمارات في شهر فبراير .
فكيف لاتشعر وأمت في الإمارات بإنك سعيد؟ وسعيد جدآ؟!
حقآ في دبي والإمارات أحداث مدهشة...
إنه المستقبل يصنع اليوم ... ثمة مايملىء حياتك زهواً وفخراً كعربي غزو المريخ علي يد علماء من شباب الإمارات حيث خليفه سات الذي إنطلق بالفعل! وثورة التكنولوجيا وإبتكارتها كالروبوتات والهايبر لوب والسيارات الكهربائية والطائرة.
فتشيد صحيفتا "الإندبندنت" و " التليجراف" بأن دبي ستكون الوجهة الأولى العالمية لأجازة 2019. مرة أخرى كيف يعقل أن يقيم أحد في الإمارات ولايطفح بالسعادة!
السعادة نسبية. غير أن في الإمارات مايجعل كل مواطن أو مقيم أو سائح سعيدآ بطريقة تلبي شغفه وميوله ومايشبع نفسه التائقة للسعادة.
السعادة نسبية خاصة إذا كانت محروسة بنعيم من القانون والعدل والأمان.
طوبى لمن يقيم في الإمارات فلابد من أن يكون سعيداً.